ياودود..ياودود جاء في كتاب (الروض الفائق ) أنه روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كان رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينه ومن المدينه إلى الشام ولا يصحب القوافل توكلا منه على الله تعالى . فبينما هو قادم من بلاد الشام يريد المدينه إذ عُرض له لص على فرس فصاح بالتاجر : قف فوقف له التاجر , وقال له : شأنك بمالي وخل سبيلي . فقال له اللص : المال مالي . وإنما اريد نفسك . فقال له التاجر : ماتريد بنفسي ؟! شأنك المال وخل سبيلي ! فرد عليه بمقالته الأولى . فقال له التاجر : انتظرني حتى أتوضأ وأصلي ركعتين وأدعوا ربي عز وجل . فقال له : افعل مابدا لك . فقام التاجر فتوضأ وصلى أربع ركعات ثم رفع يديه إلى السماء فكان من دعائه أن قال
يـــاودود ... يـــاودود ... ياودود ياذا العرش المجيد يامبدئ يامعيد يافعال لما تريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبقدرتك التي قدرت بها على خلقك وبرحمتك التي وسعت كل شئ رحمة وعلما . لا إله إلا أنت يامغيث أغثني .. يامغيث أغثني ..يامغيث أغثني
فلما فرغ من دعائه , إذا بفارس على فرس أشهب عليه ثياب خضر , وبيده جربة من نور فلما نظر اللص إلى الفارس , ترك التاجر ومر نحو الفارس , فلما دنا منه شد الفارس على اللص , فطعنه طعنة أرداه عن فرسه ثم جاء إلى التاجر , فقال له : قم فاقتله . فقال له التاجر : من أنت ؟ فما قتلت أحد قط ولا تطيب نفسي بقتله . فرجع الفارس إلى اللص فقتله ثم رجع إلى التاجر وقال : اعلم أنّي من السماء الثالثة , فحين دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا أمر حدث . ثم دعوت الثانية , ففتحت أبواب السماء ولها شرر كشرر النار . ثم دعوت الثالثة فهبط جبريل عليه السلام علينا من قبل السماء وهو ينادي : من لهذا المكروب ؟ فدعوت ربي أن يوليني قتله ! واعلم ياعبد الله أنه من دعا بدعائك هذا في كل كربة وكل شدة وكل نازلة فرج الله تعالى عنه وأغاثه
قال أنس بن مالك رضي الله عنه وجاء التاجر سالما غانماً حتى دخل المدينه ! وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالقصة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقنك الله تعالى أسماءه الحسنى التي إذا دعى بها أجاب وإذا سُئل بها أعطى