*الغيبة*
قال صلى الله عليه واله وسلم
(إياكم والغيبة ، فإن الغيبة أشد من الزنا فإن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه ،
وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه )،
وقال صلى الله عليه واله وسلم(مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوهم بأظافيرهم
فقلت : يا جبرئيل ، من هؤلاء ؟ قال : الذين يغتابون الناس ، ويقعون في أعراضهم)،
وروي : أنه صلى الله عليه واله وسلمأمر الناس بصوم يوم ،
وقال ( لا يفطرن أحد حتى آذن له .
فصام الناس ، حتى إذا أمسوا ، جعل الرجل يجيء
، فيقول : يا رسول الله ، ظللت صائما فأذن لي لأفطر ، فيأذن له ، والرجل ، حتى جاء رجل ،
فقال : يا رسول الله لتفطرا .فأعرض عنه . ثم عاوده فأعرض عنه . ثم عاوده ،
فقال : إنهما لم تصوما ، وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس ،
إذهب فمرهما إن كانتا صائمتين أن تستقيئا . فرجع إليهما ، فأخبرهما ،
فاستقاءتا ، فقاءت كل واحدة منهما حلقة من دم ،
فرجع إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم فأخبره ،
فقال والذي نفس محمد بيده ! لو بقيتا في بطنيهما لأكلتهما النار ) ،
فان هذه الرواية لتدل على ان المغتاب فعلا يأكل لحم من يغتابه فان الفتاتين
قد قائتا حلقة من الدم وان هذه ما أكلتاه من لحوم الناس ولذا اقسم النبي
بان النار لتأكلهما فان من كان في بطنه لحوم الناس كيف يدخل الجنة،
وقد ورد انه أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام
(من مات تائبا من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة ومن
مات مصرا عليها فهو أول من يدخل النار )
وقال عليه السلام (من مشى في غيبة أخيه وكشف عورته كانت أول
خطوة خطاها وضعها في جهنم ، فكشف الله عورته على رؤوس الخلائق .
ومن اغتاب مسلما ، بطل صومه ونقض وضوءه ،
فإن مات وهو كذلك مات وهو مستحل لما حرم الله )
، وأيضا مما ورد في ذم الغيبة ما روي
عن النبي صلى الله عليه واله وسلم قال
(الجلوس في المسجد انتظارا للصلاة عبادة ، ما لم يحدث ،
فقيل : يا رسول الله ، وما الحدث ؟ قال : الاغتياب )
وقال صلى الله عليه واله وسلم (من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل الله صلاته
ولا صيامه أربعين يوما وليلة ، إلا أن يغفر له صاحبه)
وقال صلى الله عليه واله وسلم ( من اغتاب مسلما في شهر رمضان لم يؤجر على صيامه ) ،
وقال الإمام الصادق عليه السلام (من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم
مروته ليسقط من أعين الناس ، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان).
ثم ينبغي أن يعلم المغتاب أن الغيبة تحبط حسناته وقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم
(ما النار في التبن بأسرع من الغيبة في حسنة العبد )
والأعظم من هذا ان الغيبة تنقل حسنات المغتاب إلى من اغتابه وأيضا تزيد في سيئاته ،
لما ثبت من الأخبار الكثيرة : أن الغيبة تنقل حسنات المغتاب يوم القيامة إلى من اغتابه ،
وإن لم تكن له حسنة نقل إليه من سيئاته،
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
(يؤتى بأحدكم يوم القيامة ، فيوقف بين يدي الله تعالى ، ويدفع إليه كتابه ،
فلا يرى حسناته ، فيقول : إلهي ليس هذا كتابي ، فإني لا أرى فيه طاعتي ،
فيقول له : إن ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس .
ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه ، فيرى فيه طاعات كثيرة ،
فيقول : إلهي ما هذا كتابي ، فإني ما عملت هذه الطاعات ،
فيقول له : إن فلانا اغتابك فدفعت حسناته إليك ).
(منقول)