سيف الاسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
سيف الاسلام

اسلاميات


    حقيقة تناسخ الأرواح؟

    راجية عفو الله
    راجية عفو الله
    Admin


    عدد المساهمات : 391
    تاريخ التسجيل : 18/11/2011
    الموقع : الجزائر

    حقيقة تناسخ الأرواح؟ Empty حقيقة تناسخ الأرواح؟

    مُساهمة  راجية عفو الله الخميس أبريل 26, 2012 2:50 pm





    حقيقة تناسخ الأرواح؟

    حقيقة تناسخ الأرواح؟



    عقيدة التناسخ منتشرة بين كثير من الشعوب، فما هي حقيقة هذه المسألة، وهل يوجد أدلة علمية تنفي أو تثبت ذلك؟ فيما يلي نحاول الإجابة عن هذا السؤال.....







    السؤال وردنا من أحد الإخوة الأفاضل يقول فيه: يتحدث بعض الأقوام عن تناسخ الأرواح وحلول الروح في عدة أجساد قبل تطهرها ؟؟؟ ويستدلون بآيات من القرآن (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [سورة الفجر: الآيات 27-30]. فما هي حقيقة هذا الأمر؟



    الجواب:
    منذ آلاف السنين حاول الشيطان إغواء الناس واتبع أساليب كثيرة لتحقيق أهدافه ليضل الناس عن طريق الله وينفذ قوله عندما قال: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر: 39-40]. وفي موقف آخر قال إبليس: (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) [النساء: 118-119]. فأبعد الناس عن الحق، وأخرجهم من النور إلى الظلمات، فابتدعوا الأساطير ومنها أسطورة تقمص أو استنساخ الأرواح. وهي فكرة أوحاها الشيطان لأوليائه ليوهمهم بأنه لا توجد حياة بعد الموت، وأن الروح تنتقل من إنسان لآخر.
    والآية التي يستدلون بها على صحة معتقدهم هي قوله تعالى مخاطباً النفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي)، وفسروها على أنها إشارة إلى انتقال الروح من الميت إلى جنين في بطن أمه أو إلى حيوان أو غير ذلك. ومع أن الآية واضحة في حديثها عن النفس وليس الروح: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)، فالروح لا تنتقل من شخص لآخر وهي أمر من الله: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].






    أما النفس فهي التي تتذوق الموت، يقول تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185]. والنفس هي التي تُحاسب يوم القيامة، يقول تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281].
    ولذلك نجد الكثير من الناس يخلطون بين مفهوم النفس والروح، والقرآن يفرّق بينهما بوضوح، فقد ذكرت النفس في مئات المواضع من القرآن، نجد أن الروح لم تُذكر إلا 23 مرة (بعدد سنوات نزول القرآن)! وقد سمَّى الله القرآن بالروح، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52].


    ويمكن أن أستخدم تشبيهاً لتبسيط هذا الأمر، فلو فرضنا أن الإنسان يشبه السيارة، فالروح هي القوة المحركة، والسائق هو النفس التي تتحكم في الجسد (هيكل السيارة والمعدات المحمولة عليها). ولذلك فإن البصر والسمع والجلد والقلب والدماغ والكبد ... كلها أجهزة سخرها الله لك أيها الإنسان، وسخر لك الروح لتعطيها القوة المحركة، أما النفس فهي التي تقود هذه الأجهزة وتوجهها إما إلى طريق الجنة أو إلى طريق النار.
    لذلك سوف يشهد عليك جلدك يوم القيامة وينطق ويتكلم ويخبر بكل شر قمت به: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. وسوف تشهد عليك رجليك ويديك، ولن تملك القدرة على الكلام بفمك، فربما اللسان يكذب ولكن اليد والرجل لا تكذبان: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يس: 65].
    أما قوله تعالى للنفس المطمئنة: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) أي فادخلي بين عبادي وجاءت كلمة (فِي) هنا لتعبر تعبيراً دقيقاً عن محبة عباد الله الصالحين بعضهم لبعض وحرصهم على بعض حتى يصبحوا كالجسد الواحد! ولذلك فإن سيدنا سليمان عليه السلام لم يقل: وأدخلني برحمتك بين عبادك الصالحين إنما قال: (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، وهذا لا يعني أن سيدنا سليمان طلب من ربه أن يدخله داخل العباد الصالحين إنما أن يدخله بينهم ويكون واحداً منهم.
    ولذلك فإن الله يدخل كل نفس مطمئنة في عباده الصالحين يوم القيامة، ويدخل كل نفس ظالمة في جهنم لتُعذب مع الكافرين والملحدين والمستهزئين، يقول تعالى: (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 49-51].

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:14 am